'أشكال' ليوسف الشابي..فيلم بوليسي بين الفانتازيا والواقع
اختلفت أشكال التعبير وزواياها عمّا تبع الثورة التونسية وما حل بعدها..ثم جاء فيلم ''أشكال'' للمخرج يوسف الشابي ليتناول زاوية مغايرة انطلقت من إضرام '' البوعزيزي '' النار في جسده لتأخذ المتفرج في رحلة تحقيق بوليسي بين الواقع والفانتازيا.
اختار المخرج تسليط الضوء على عدد من المواضيع التي لم تنطفئ نارها منذ سنوات وكأن ''نار'' الثورة لازالت تتأجج داخل المواطنين .
كما وظّف الشابي ''حدائق قرطاج '' كأهم مكان تتوالى فيه الأحداث ليتحول إلى شخصية رئيسية تخاطب الشخصيات الأخرى.
''حدائق قرطاج '' هـو حـي "الطبقة البرجوازية ''وهو حي صامت وفاقد للحياة يشوبه الركود حتى نكاد نراه في الفيلم موطنا للأشباح.
وتدور أحداث الفيلم حول قضية جنائية وسط حظائر البنــاء المهجورة، حيث يضرم حارس العمارة النار في جسده وتتالى بعده قضايا الحرق في ظروف غامضة وغريبة، يحاول ''بطل '' و''فاطمة '' العمل على القضية رغم ضغوط قيادات الشـرطة ويستأنفان الأبحاث ولکنهما لا یعلمان بأنهما دخلا متاهة من الأشـکال الغریبة..
العمل بطولة محمد حسين قريع والكوريغراف المقيمة بفرنسا فاطمة لوصيفي في تجربتها الأولى في التمثيل، كما يغلب التشويق على أحداث الفيلم وتتحدث من خلاله عديد الرموز ويعود بالمتفرج إلى فترة ما بعد الثورة في إشارة إلى وضعية المواطن وفساد بعض المسؤولين.
''أشكال '' تعددت فيه أشكال التعبير والترهيب والترغيب أيضا في معرفة لغز القضية وبين الفانتازيا والواقع حيث سافرنا في عوالم مختلفة ..
وسيكون للجمهور موعد مع هذا المشروع في تونس بداية من 8 فيفري 2023 بعد اختياره ضمن قسم "نصف شهر المخرجين" بمهرجان كان السّينمائي.
ويذكر أن مخرج العمل يوسف الشابي، أتم دراسته في الفنون وقام بإخراج فيلمين قصيرين ''للشمال '' والأعماق '' وشارك سنة 2012 في إخراج الفيلم الوثائقي '' بابل '' ويعتبر ''أشكال '' فيلمه الروائي الأوّل.
سامية الحامي